ما الذي يحرك الأسواق؟ الخوف؟ الجشع؟ في الوقت الحالي، يبدو أن خيبة الأمل لها تأثير أكبر بكثير. يدرك المستثمرون أن سياسة التعريفات الجمركية التي يتبعها دونالد ترامب لن تؤدي إلى أي نتائج إيجابية، وفقدان التفرد الأمريكي يؤدي إلى تدفقات رأس المال خارج الولايات المتحدة، مما يبقي مؤشر S&P 500 تحت الضغط. وفقًا لـ Morningstar، أضاف المستثمرون حوالي 2 مليار دولار على أساس صافٍ إلى الصناديق الأمريكية التي تستثمر في الأسهم الأوروبية في شهري يناير وفبراير.

اتجاهات تدفق رأس المال إلى صناديق الاستثمار المتداولة التي تركز على أوروبا

يشير استمرار ارتفاع مؤشرات الأسهم في أوروبا إلى أن الأسواق لا تعتقد أن التعريفات الجمركية للبيت الأبيض ستؤدي إلى ركود عبر المحيط الأطلسي. ربما يتم التقليل من مخاطر الحرب التجارية. الجولة الجديدة القادمة من التعريفات الجمركية على الواردات، والتي من المتوقع أن تعلن عنها الإدارة الأمريكية في الثاني من أبريل، بدت وكأنها أسقطت مؤشر S&P 500 إلى الأرض. ومع ذلك، سمحت الشائعات حول نطاق محدود من الحمائية للمؤشر العريض للأسهم بالارتفاع من الرماد.

وفقًا لمصادر داخلية في بلومبرغ، ستستهدف التعريفات في أبريل مجموعتين من الدول: تلك التي لديها فائض تجاري كبير مع الولايات المتحدة وتلك التي تعتبر تعريفاتها ضد الولايات المتحدة مرتفعة للغاية. القائمة السوداء، أو كما يسميها سكوت بيسنت، قائمة "الخمسة عشر القذرة"، تشمل أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، الاتحاد الأوروبي، الهند، اليابان، كوريا الجنوبية، المكسيك، وآخرين.

كلما قلت التعريفات، قل الإحباط. وعد دونالد ترامب بتسريع الاقتصاد الأمريكي، ومع ذلك، يقوم خبراء وول ستريت جورنال الآن بتخفيض توقعاتهم للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي من أكثر من 2% إلى 1-1.5% لعام 2025. وينطبق الأمر نفسه على منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وFitch Ratings، والاحتياطي الفيدرالي. تهدف سياسة الجمهوريين إلى خلق مشاكل للدول الأخرى، ولكن في الواقع، بفضل التحفيز المالي، تكتسب أوروبا زخماً، وتعتزم الصين تحقيق هدفها الطموح للنمو بنسبة 5% في عام 2025.

يضاف إلى الإحباط فقدان الاستثنائية الأمريكية. يتذكر المستثمرون بشكل متزايد أن الأوراق المالية الصادرة عن الولايات المتحدة مبالغ في قيمتها بشكل أساسي وأن فقاعة قد تشكلت في السوق - مشابهة لفقاعة الدوت كوم في مطلع القرن الحادي والعشرين. قبل خمسة وعشرين عامًا، كان ارتفاع مؤشر S&P 500 مدفوعًا أيضًا بالتكنولوجيا، وتحديدًا الإنترنت. الآن، تولت الذكاء الاصطناعي هذا الدور.

أداء مؤشر S&P 500 في سنوات مختلفة

قبل ربع قرن، انهار مؤشر الأسهم العريض. ولم يعد إلى مستويات قياسية حتى عام 2007. اليوم، ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 72% من أدنى مستوى له في أكتوبر 2022 إلى مستويات قياسية. ثم حدث انخفاض بنسبة 10% وقليلون يتوقعون أن يتعافى سوق الأسهم قبل النصف الثاني من عام 2025.

من الناحية الفنية، تشكيل شمعة ذات ظل سفلي طويل على الرسم البياني اليومي لمؤشر S&P 500 يشير إلى أن الثيران قد يكونون مستعدين للهجوم المضاد. يبقى مستوى 5670 هو الخط الأحمر. فوق هذا المستوى، يصبح الشراء استراتيجية منطقية. وعلى العكس، إذا انخفض دونه، فإن البيع هو الإجراء المناسب.